فضاء حر

أينما وجدت الجماعات التكفيرية حل الدمار

يمنات

في ظل التدافع الكبير للقوى الإسلامية المنضوية في إطار جماعة الإخوان المسلمين وسعيها الهلع للسيطرة على كل مفاصل الدولة، تستمر وتزداد الحوادث والكوارث المختلفة والتي كان آخرها سقوط طائرة السوخواي جنوب العاصمة صنعاء جراء تعرضها لإطلاق رصاص أو زراعة عبوة ناسفة على متنها، حسب تصريح الرائد طيار مهدي العيدروس مدير المركز الإعلامي في القوات الجوية والدفاع الجوي، حيث أكد في اتصال هاتفي مع قناة اليمن الفضائية: أن هذه الطائرة قد تم استهدافها وأن الصندوق الأسود مفقود تماما بسبب أيادي تعمدت إخفاؤه، ولكنه وجد بعد هذا التصريح ويجري الآن تشفيره، وذكر أيضا أن الصندوق الأسود الخاص بطائرة الإنتينوف التي سقطت في الحصبة أواخر العام الماضي مازال لدى البلد المصنع للطائرة حتى الآن، فلو كانت هذه الجماعات حريصة على مصلحة البلد وأبناؤه كما هو حرصها على سرعة السيطرة على مقاليد الحكم، لما تكررت هذه الحوادث، ولحرصت على إعلان النتائج الحقيقية للحوادث السابقة، ولو كانت حريصة على أرواح المواطنين لقامت بالتوضيح أين مصير الأسلحة المضادة للطيران التي تم نهبها من مخازن القوات الجوية حسب إدعاءها لهذا الخبر في وقت سابق، هذا إن أرادت هذه الجماعات أن يثق بها اليمنيون، ولكن يبدو أنها لا تهتم بما يحدث وكل اهتمامها يصب نحو إحكام قبضتها وسيطرتها على الجيش والأمن، كي تقوم بتوظيفه فيما بعد بما يخدم أهدافها، فبالرغم من تجنيد أكثر من 30 ألف من المحسوبين على هذه الجماعة، وتوزيعهم على مختلف أقسام الشرطة في كل المحافظات اليمنية ومع هذا لا يزال الوضع الأمني منفلت وعمليات الاغتيالات والتصفيات تجري بشكل منظم، دون الكشف عن خيط من خيوط عملية واحدة على الأقل، مما يوحي بأن هذه الأعمال تسندها جهات لها دور فاعل وقوي ومؤثر في اتخاذ القرار، فكيف تقام إمارة لهذه الجماعة في أبين، ويختفي أفرادها تحت غطاء اللجان الشعبية، وكيف تقيم هذه الجماعة الحد على مواطنين في رداع والرضمة دون أن تتخذ الجهات المعنية بحماية المواطنين أي إجراء حقيقي للحد من هذه التصرفات الإجرامية، وما الاحتفال الذي تم في رداع بمناسبة الاتفاق أو دحر عناصر تنظيم القاعدة من هناك إلا دليل على أن هذه الجهات المعنية أصبحت امتداد لهذه الجماعات، فقد سمعنا من قبل عن دحر أنصار الشريعة من جميع مناطق أبين وشبوة، واليوم وبعد أن تم اختطاف مدير بعثة الصليب الأحمر الدولية ذو الجنسية السويسرية في أبين، يخرج لنا مصدر أمني بتصريح يقول فيه: بأن هناك مساعي قبلية لتحرير المختطف من خاطفيه بجبال المراقشة خلال الساعات القادمة، ومهما كانت أسباب الاختطاف فالعملية برمتها تمثل عمل إرهابي، يجب على الدولة أن تتعامل معه هكذا، والعجيب أن هذه الجماعات تتخذ من جبال المراقشة مأوى لها وتمارس الاختطاف والتقطعات، بينما الجهات الأمنية أو اللجان الشعبية لا تحرك ساكنا وتقف موقف المتفرج إن لم نقل الداعم لهذه الجماعات، فما تشهده اليمن من تفجيرات انتحارية وإبطال لعبوات ناسفة بين الوقت والآخر، وتنفيذ عمليات اغتيالات لقيادات وكفاءات عسكرية كبيرة، وتحطم طائرات وتفجير لمخازن الأسلحة، وتقطعات على الطرقات وغيرها من الجرائم المنظمة، كل هذه الأحداث والجماعات هذه مازالت في بداية خطواتها الأولى للانقضاض على هيكل الدولة، فكيف سيكون حال اليمن فيما لو تمت السيطرة بشكل كامل على كل مفاصل الدولة…!!!

فقد ظهرت هذه الجماعات في أفغانستان حتى حولتها إلى ركام، وتواجدت في ليبيا لتنشر القتل والدمار فيها، وحال مصر لا يخفى على أحد مما وصلت إليه من حالة يرثى لها، أما سوريا فقد توافدت إليها هذه الجماعات من كل بقاع وأصقاع الأرض لتمارس فيها هوايتها وتشبع شهيتها المفتوحة للقتل والدمار، أجل فحيثما وجدت هذه الجماعات حل الدمار والخراب والتشرذم..

زر الذهاب إلى الأعلى